مقال عن تكنولوجيا التعليم

   ظهرت مسميات كثيرة في مجال التعليم مع التغيرات والتقدم والتكنولوجيا التي تزداد يومًا بعد يوم، ومن هذه المسميات (تكنولوجيا التعليم) ولعل خاطف السمع إذ يسمع به يظن أنّ معنى هذا المسمى أو القصد منه هو استخدام التكنولوجيا في التعليم، وبين هذا وذاك فرقٌ كبير. إنّ تكنولوجيا التعليم هي عمليه تعليمية متكاملة تقوم على إيصال المعرفة والعلوم للطلاب، من خلال الموارد البشرية (المعلمين)، والموارد الغير بشرية (كالوسائل التعليمية المختفة)، وهي أسلوب واستراتيجية لعملية التعليم، ثم إنّ تكنولوجيا التعليم تتعدى نطاق أي أداة أو وسيلة لذا فهي عن مفهوم استخدام التكنولوجيا في التعليم أو التعليم التكنولوجي. تتكون تكنولوجيا التعليم من عدة مكونات تعتمد على بعضها البعض للوصول إلى الهدف التعليمي المطلوب، وهذه المكونات كالتالي: النظرية والممارسة: وتعني النظرية هنا هي النظام أو المجال الدراسي والمعرفي، ويختلف من مساق لآخر، ومن مادةٍ تعليميةٍ لأخرى، وعليها يتم قياس الممارسة والتدريب، وهما عمليتان يساعدان الطالب على كيفية التعلم، حيث أنّ مهمة التعليم هي استطاعة الطالب على التعلم. التصميم: وهي تصميم العملية التعليمة والمادة التعليمية، وتختلف من مرحلة لأخرى، ومن مادة لأخرى، فيكون معلم الكيمياء معتمد في تصميم درسه على التجارب العملية، وكذلك لمدرس الحاسوب يعتمد في التصميم على وجود معمل حاسوب مزوّد بالبرامج المطلوبة. التطوير: الارتقاء بالمهام التعليمية والأهداف حسب المتغيرات التي تحدث في البيئة المحيطة أو العالم الخارجي، كالتطورات التكنولوجية التي يجب أن تدخل في سياق التعليم، وعلى هذا فإنّ التصميم سوف يختلف ويتم التعديل عليه وفقًا لأيّ عملية تطوير لها. الاستخدام: ممارسة وتجربة المادة التعليمية التي تم تصميمها. الإدارة: التنسيق بين المراحل السابقة من التصميم والتطوير، بحيث ينتجا آخر إصدار للمادة التعليمية، بعدها يكون الاستخدام. التقويم: الحصول على تغذية راجعة من المراحل السابقة، فالتغذية الراجعة من الاستخدام يتم رفعها لمرحلة التطوير، ويتم تعديلها في مرحلتي التطوير والتصميم. العمليات: مجموعة الإجراءات لتحقيق الهدف. المصادر: التي تدعم التعليم، من حيث التزويد بالوسائل التعليمية والأجهزة المطلوبة. تُدرس مادة تكنولوجيا التعليم في الجامعات لطلاب كلية التربية، حيث يتم تعليمهم على استخدام كافة الأجهزة التي تستخدم في عروض الدروس، وكيفية عمل الدروس النموذجية، وعمل البطاقات واللوحات الكهربائية ولوحات البطاقات، وكيفية استخدام أهم برامج الحاسوب التي تدعم العلمية التعليمة، كاستخدام برنامج البوربوينت لعمل درس تعليمي خاص بالطالب يتعلم منه مهارات التعلم الفردي، إضافةً إلى تعليم الطالب المعلم الطرق الأنسب لاستخدام هذه الوسائل، فهناك وسائل ملائمة مع أنواع معينة من الدروس في حين أنّها غير ملائمة لدروس أخرى وقد تكون مضيعة للوقت خاصةً إذا كان المعلم هو الذي يصممها. في النظم التعليمية المتطورة تتوفر قاعة مخصصة في كل مدرسة لتصميم الوسائل والوسائط التعليمية، ويعمل فيها مختصون في مجال الحاسوب، وتصميم الدوائر لعمل اللوحات الكهربائية وغيرها من التخصصات التي تدعم تشكيل اللوحات وإخراجها بشكل لائق. إذن تكنولوجيا التعليم هي تلك المنظومة التي تقوم على القيام بالعملية التعليمية بالاستخدام الأمثل للموارد المتاحة، والتطوير منها قدر الإمكان.

تعريف التّكنولوجيا :

إنّ أصل كلمة تكنولوجيا هي كلمة يونانيّة في الأصل، وهي تتكوّن من مقطعين، المقطع الأوّل: Techno ويعني حرفة، أو مهارة، أو فن، أما الثاني: Logy فيعني علم أو دراسة. ومن هنا فإنّ كلمة تكنولوجيا تعني علم الأداء أو علم التّطبيق؛ حيث أورد الكثير من العلماء تعريفات أخرى عديدة لكلمة التكنولوجيا أرى أنّها تتقارب من بعضها أكثر من التّباعد، وسنتحدّث عن بعض تلك التعريفات. ومنها: – التّكنولوجيا: عمليّة شاملة تقوم بتطبيق العلوم والمعارف بشكل منظّم في ميادين عدّة؛ لتحقيق أغراضٍ ذات قيمة عمليّة للمجتمع . - وتعرّف التكنولوجيا بأنّها الاستخدام الأمثل للمعرفة العلميّة، وتطبيقاتها، وتطويعها لخدمة الإنسان ورفاهيّته . - للتكنولوجيا ثلاثة معاني هي:- التّكنولوجيا كعمليّات ( processes ) وفي هذه الحالة تعني التّطبيق المنظّم للمعرفة العلميّة. التكنولوجيا كنواتج ( products ) وفي هذه الحالة تعني الأدوات، والأجهزة، والمواد الناتجة عن تطبيق المعرفة العلميّة . التكنولوجيا كعمليّة ونواتج معاً، وفي هذه الحالة تشير إلى العمليّات ونواتجها معاً مثل تقنيات الحاسوب التعليمي، وما يقدّمه من برامج علميّة منظّمة وهادفة.

مفهوم التّكنولوجيا اصطلاحيّاً:

 إنّ المفهوم الشّائع لمصطلح التّكنولوجيا هو استعمال الكمبيوتر والأجهزة الحديثة، وهذه النّظرة محدودة الرؤية ، فالكمبيوتر نتيجة من نتائج التكنولوجيا، بينما التكنولوجيا الّتي يقصدها هذا المقرّر هي طريقة للتّفكير، وحلّ المشكلات، وهي أسلوب التّفكير الّذي يوصل الفرد إلى النتائج المرجوّة أي إنّها وسيلة وليست نتيجة، وإنّها طريقة التّفكير في استخدام المعارف، والمعلومات، والمهارات، بهدف الوصول إلى نتائج لإشباع حاجة الإنسان وزيادة قدراته، لذا يرى الّلقاني والجمل أنّ التكنولوجيا تعني الاستخدام الأمثل للمعرفة العلميّة وتطبيقاتها وتطويعها لخدمة الإنسان ورفاهيّته. مفاهيم بعض الأشخاص للتّكنولوجيا يعرّف محمد عطيّة خميس التّكنولوجيا بأنّها " العلم الذي يُعنى بعمليّة التّطبيق المنهجي للبحوث والنظريّات، وتوظيف عناصر بشريّة وغير بشريّة في مجالٍ معيّن؛ لمعالجة مشكلاته، وتصميم الحلول العلميّة المناسبة لها، وتطويرها، واستخدامها، وإدارتها، وتقويمها؛ لتحقيق أهداف محدّدة. ويعرّفها أيضاً آخرون بأنّها العلاقة بين الإنسان والمواد والأدوات كعناصر للتكنولوجيا، وإنّ التّطبيق التكنولوجي يبدأ لحظة تفاعل هذه العناصر معًا. وتعرّفها كوثر كوجك على أنّها جهد وفكر إنسانيّ، وتطبيق للمعلومات والمهارات لحلّ مشكلات الإنسان، وتوفير احتياجاته، وزيادة قدراته. وعرّفها عادل سلامة بأنّها: التّطبيق المنظّم للمعرفة، والعلوم الأخرى المنظّمة في مجال معيّن، أو التّطبيق العلمي الّذي يتعلّق بالعلوم الطبيعيّة؛ بهدف الحصول على نتائج علميّة محدّدة، بمعنى أنّ التكنولوجيا تعتبر الجانب التطبيقي للمعرفة والنظريّات العلميّة لتحقيق أهداف محدّدة. إذاً فإنّ التّكنولوجيا فكر وأداء وحلول للمشكلات قبل أن تكون مجرّد اقتناء معدّات "، ويعتقد كلّ من ماهر إسماعيل صبري وصلاح الدّين محمد توفيق بأنّ التّكنولوجيا ليست مجرّد علم أو تطبيق للعلم أو مجرد أجهزة؛ بل هي أعمّ وأشمل من ذلك بكثير؛ فهي نشاط إنساني يشمل الجانب العلمي، والجانب التطبيقي.

أهمية تكنولوجيا التعليم :

إن مسألة وجود التكنولوجيا في مجال التعليم أمراً لامناص من تطبيقه حتى يتناسب مع المجالات الأخرى كالهندسة والدفاع والطب والفضاء والزراعة وعلوم العصر الحديث. فقد شهد مجال التعليم طفرة عظيمة في أواخر القرن العشرين ، إلا أنه أخذ يتجه منحنى واسع الأبعاد في بداية القرن الحالي . وتسابقت مؤسسات التعليم بنوعيها الحكومي والخاص في الإتجاه لإيجاد وتوفير الوسائل الفعالة التي تساعد الطالب على التعلم بسهولة وتوفر له القدرة على الإبداع بشكل فعال في الدراسة وفي عمله المستقبلي . وتشمل وسائل التعليم الحديث الحاسب الآلي ، والأقراص التعليمية المضغوطة ، والإنترنت كبحر معلوماتي ووسيلة تعليمية عظيمة، ووسائل الإعلام السمعية والبصرية كالتلفزيون والفيديو وغيرها من الوسائل الحديثة . فكما غيرت التكنولوجيا القطاعات الأخرى ، استطاعت وسائلها المتنوعة تغيير دفة التعليم وطريقة التعلم في العصر الحديث. ولو تطرقنا إلى أهمية التكنولوجيا في مجال التعليم لوجدنا أن هذه الأهمية تزداد عام تلو الآخر . فاليوم ، بسبب كون عالمنا عالماً ثنائي سريع التغير والتطور، لذا توجب على المختصين في مجال التعليم أن يخاطروا في تفكيرهم المبدع لبناء سياسة تعليمية دائمة مربوطة مع التكنولوجيا الحديثة.

ويمكن التعريف بأهمية دور التكنولوجيا في مجال التعليم في عدة نقاط:-

1ـ تقوم التكنولوجيا بدور المرشد الذي يقوم بتوجيه معلم المادة العلمية للدارس ويبدل من الطريقة القديمة للشرح وطرق الدرس التقليديه. فالتكنولوجيا-بجميع وسائلها المتطورة- تستطيع أن تغير بشكل الجذري المستوى التعليمي الخاص بالمعلم وكيفية تنمية قدراته الشخصيه في الشرح وحثه علي أن يعطي فرصة أكبر وأسهل في فهم وتلقي الدارس للماده العلمية . وهذا بدوره سينعكس بالتالي علي تنمية القدرات الذهنية والفكرية للطالب ، وصقل مواهبه والإستمتاع بمواد الدراسة.

 2ـ إن وسيلة تعليمية حديثة كالحاسب الألي ووسائل التكنولوجيا الأخرى الكثيره ببرامجها ووظائفها المختلفة في مجال التعلم تحفز علي اكتشاف المواهب الجديدة وتنمية القدرات العقلية في مختلف المواد . كذلك فتح الانترنت نافذه جديده يساعد علي إمكانية مشاركة الطلاب في النشاطات الدراسية و تبادل المعلومات.

 3ـ توفر التكنولوجيا مصدرا غزيرا من المعلومات التي يحتاج لها المعلم والطالب على حد سواء. فقد أصبح الانترنت بحرا واسعا يحتوي على معلومات وافرة كالموسوعات والقواميس والخرائط وغيرها من المصادر المعلوماتية التي يصعب الحصول عليها بالطرق التقليدية في البحث. ففي الوقت الذي يستغرق فيه المعلم أو الأستاذ أياما في بحثه عن معلومات ما في موضوع معين ، يقطع الانترنت وقتا لا يزيد الساعات(أو حبذا دقائق) في الحصول على تلك المعلومات بصورة سهلة دون إجهاد.

 4ـ وأن استخدام الطريقة الحديثة في التعليم بناء على أسس مدروسة وأبحاث ثبت صحتها بالتجارب هو ما يسمى بتكنولوجيا التعليم وهي بمعناها الشامل تضم الطرق والأدوات والمواد والأجهزة والتنظيمات المستخدمة في نظام تعليمي معين بغرض تحقيق أهداف تعليمية محددة من قبل. ويتضح من ذلك أن تكنولوجيا التعليم لا تعنى مجرد استخدام الآلات والأجهزة الحديثة ولكنها تعنى في المكان الأول الأخذ بأسلوب الأنظمة ، وهو اتباع منهج وأسلوب وطريقة في العمل تسير في خطوات منظمة وتستخدم كل الإمكانيات التي تقدمها التكنولوجيا وفق نظريات التعليم والتعلم. ويؤكد هذا الأسلوب النظرة المتكاملة لدور الوسائل التعليمية وارتباطها بغيرها من مكونات هذه الأنظمة ارتباطاً متبادلاً.

 5ـ وأخيراً إن تدخل التكنولوجيا في معالجة المواد العلمية التي يتلقاها الطلبة أصبح أمر لابد منه وكذلك تدريبهم على احتراف استخدمها ومحاولة جعلها وسيلة للطالب بعد تخرجه من المدرسة مرشد له ومعين . وذلك حيث أن سوق العمل العام أو الخاص أصبح أمراً مفروغاً منه ممارسة عملهم بوسائل تكنولوجية متطورة جدا واختفاء الطرق التقليديه مما سيقدم للطالب بعد نزوله لسوق العمل خبره ومستقبل باهر .

تعليقات

المشاركات الشائعة